جنوب السودان: منطقة فلوج

جنوب السودان: منطقة فلوج

جنوب السودان : التكتم على أضرار البيئية الناجم من مخلفات إنتاج النفط في منطقة فلوج

فلوج : فرانسيس مايكل

يعتمد جمهورية جنوب السودان في إقتصادها على النفط ، لكن عمليات الإنتاج لها أثار ومخاطر على البيئة ، وتلقى بتاثيرات سلبية على الإنسان والتربة والحيوان في مناطق إنتاج النفط حيث تتجاهل الحكومة هذه التاثيرات البيئية في منطقة فلوج في ولاية شمال اعالى النيل حسب التقسيم الإداري الجديد.

السكان في منطقة فلوج المنتجة لنفظ في إقليم أعالى النيل ، يشتكون من التلوث البيئي ، ونفوق المواشي وولادة أجنة مشوة و ظهور أمراض جلدية تصيب المواطنين خاصتاً الأطفال ، وهي مطالب لم تجد حلا ، وأصبحوا ضحايا مخلفات النفط.

وزير الإعلام سابقاً في ولاية شمال أعالى النيل لوال بيج ، يقول إن الأضرار البيئية ا الناتجة من مُخلفات البترولية في منطقة فلوج ، هي في حالة التذايد نتيجة لعدم إهتمام الشركات بالبيئية ، خاصتا عثب قيام هذه الشركات بإدخال حاويات كيميائية منتهية الصلاحية ، محذراً من خطورة هذا المواد في المنطقة في وقت سابق.

في أواخر عام 2017 قامت الشركة المنتجة للنفط بإدخال حاويات محملة بمواد كيميائية منتهية الصلاحية الى فلوج ، هذه المواد تركت مكشوفة للرياح والأمطار ، ويعتقد السكان إنها تحمل مواد سامة ، وتم إثارة القضية من قبل مسؤولي المنطقة أمام البرلمان القومي ،  وطالبوا وزارة النفط القومي بفتح التحقيق مع الشركات النفطية حتى لا تلاحق الضرر بالمواطنين. لكن القضية أنتهت دون حلول لها امام منضد البرلمان.

المواطنين في منطقة فلوج وأبقارهم هم ضحايا هذه التلوث البيئي ، حيث يعتمدون على الزراعة والراعي الأبقار في مراعي الطبيعية بالقرب من أبار النفط ، ويتغذاء الأبقار على العلاف بها مواد كيميائية نتيجة لتلوث التربة بمواد المشعة من المواد المستخدمة في إنتاج النفط ،  بجانب إستخدامهم لحوم الأبقار في الأكل ، كل هذا لها تاثيرات سلبية على المواطنين.

ويوجه محافظ مقاطعة ملوط سابقاً شول أييك داو ، إنتقادات للسلطات الحكومية في جنوب الاسودان لعدم الإستجابة لتقارير التى تفيد بوجود التلوث البيئي في المنطقة ، رغم تاكيدات البرلمان و صح فحوصات معملية أجرها الصحة القومي بوجود أمراض جدلية بسبب مخلفات النفط.

ويضيف داو ، ان حاكم الولاية دينق أكوي ،  لا يريد إثارة القضية في إشارة الىمصلحته السياسية في المنطقة ، مبيناً ان قضية حاويات الكيميائية أدت الى ظهور أمراض وسط كبار السن والأطفال في القرى  فلوج ومليتا وجمري وعدار ، وهي قرى تقع بالقرب من أبار إنتاج النفط بفلوج.

السكان في فلوج ، هددو في وقت سابق بإيقاف إنتاج النفط مالم يتدخل الحكومة واجراء تحقيقات واسع في المنطقة بشان الحاويات كيمياوية الذي تم إلقاءها في الأحراش ، وهذا المواد تشمل كلوريد البوتاسيوم تم القاءها في منطقة ساحة جمري في أغسطس العام الماضي ، لكن الحكومة القومية لم تقوم بنشر التقارير النهائية بشان هذه الحاويات.

في منطقة فلوج المنتجة لنفط في جنوب السودان ، يتم ولادة إثنين أو ثلاثة أجنة مشوه شهرياً ، بالإضاف الى نفوق الماشية نتيجة لتلوث المراعي الطبيعية الذي يعتمد عليه سكان القرى التى تقع بالقرب من ابار النفط ، يقول مسؤولي طبي يعمل في فلوج رفض الكشف عن هويته للأسباب أمنية ، السلطات الحكومية لم تقوم بالكشف عن هذه الحالات.

ويضيف المصدر الطبي ، إن كثير من الأطفال الذين يتم ولادتهم بتشوهات يموتون في الحال مشيراً الى أن معظم الأمراض الجلدية ليس لها علاج بسبب ضعف الخدمات الصحية التى تقدمها الحكومة للمواطنين.

الدكتور جالفان سامسون أوياي أستاذ فيزياء بجامعة أعالى النيل ، في حديثه يقول إن عمليات التلوث البيئي والإشعاعي في منطقة فلوج تسبب في العديد من الأمراض مثل السرطان والتشوهات الخلقية وان أثار تلك المواد المستخدم في إنتاج النفط ، تظهر بعد فترة تمتد لخمس سنوات الى عشرة سنوات وهي فترة يعرف بالكمون قبل ظهور المرض حسب تعبيره.

ويقول الدكتور جالفان ، الحاصل على دكتور في الإشعاعات المنبعثة من التربة في منطقة فلوج ، إن المواد الكيميائية المرتبطة بإنتاج النفط “اليورانيوم والبوتاسيوم والثوريوم” والذي يخرج مع إستخراج البترول هي مواد مشعة ومضر بصحة الكائنات الحية وتؤدي الى ظهور أمراض خبيثة.

مسؤولي قطاع البيئة بوزارة النفط في جنوب السودان ، يشكون أيضاً من صعوبات تواجهم في حماية البئية في مناطق النفط خاصتاً العالمين في هذا المجال حيث ان العديد من العمال يتلقون إصابات بامراض  جلدية ناتجة من سؤ إستخدام مخلفات البترولية وهذا ما أكدتة مسؤول البئية بالوزارة ديفيد دود هذا العام.

وقال مسؤولي بقسم البيئة بشركة بترودار ، رفض الكشف عن هويته ، إن العديد من العالمين في قطاع النفط في منطقة فلوج معرضون لخطر الإصابة بامراض ناجمة من مخلفات البترول ، وأن العديد من الإصابات بداءت تظهر مثل أمراض جلدية وأمراض العيون ، بالإضافة الى إضرار بيئية لسكان المنطقة ، لكن المسؤولين يرفضون الحديث عن الأثار البيئية لسكان المحليين

فتح باب التحقيق عن أضرار الناجم من التلوث البيئي في منطقة فلوج او حصول على المعلومات من الشركة ، هي بمثابة جحيم أخر يقول مسؤولي شركة الدار للبترول وهي مجموعة من شركات الصينية والماليزية وتضم شركة “سينوبك ، سي إن بي سي” الصينيتين و وبتروناس الماليزية ، وشركة وشركة النيل للعمليات البترول والنفط “نايل بيت” جنوب السودان وشركة تراي أوشن المصرية للطاقة.